الثلاثاء، 24 مايو 2016

حالة توحُّد







المساء الذي لا يضيء بك 
يعمى عن رؤية نجومه 
تنهمر شفتاه بكاء من غيابك 
ها أنا 
وحيدة أتدلى من مقصلة الليل
على مشنقة الشوق لرؤياك 
أغرق في عشب الليل
بعدما زحفت نباتات الظلمة لجسدي
توحَّد غابة العزلة 
وطفق يخصف عليه من أوراق رحيلك!

من لي بوجهك الغائب في الزحام ؟
من لي بنهار يشرق بمجيئك ؟
و ذكرياتي  آيلة للسقوط في فجوة فراقك 
تفتح أزرارها للريح 
وتشرع نوافذ الفقد والبكاء 
على هذه البلاد التي بيَّض أهدابها 
الحزن ...
و قشَرها الملل في طوابير الانتظار !

لست وحيدة هنا ....
 فهذه العيون التي فقأها الرحيل
تريد  عيداً  للفقد ....
عيداً للبيوت التي تركتنا و اختارت الركام !
عيداً للذين أكلهم التراب كرهاً !
عيداً  للصور التي اختارت السكون الأبدي 
بين أحضان ألبوماتنا 
عيداً للتوحد الذي يذهب معنا للنوم 
ويدفن أحلامنا في الوسائد المبللة بآهات 
اللقاء !




هناك تعليقان (2):

  1. وذكرياتي ..........
    تفتح ازرارها للريح
    وتشرع نوافذ الفقد والبكاء
    على هذه البلاد التي بيّض اهدابها الحزن
    التعليق :- أخاذة هذه الكلمات ، حقاً انكِ لست وحيدة ، ونحن معك في حاجة لعيد للفقد ، وعيداً آخر للبيوت التي امست خاوية على عروشها ، وآخر لمن جاءهم حتفهم رُغم انفهم ، وآخر لمن استشهدوا طوعاً ، وآخر للصور التي استعارت من الموت الشحوب وقبعت في البوماتنا كأي ضوء باهت يأتي من غياهب الذكرى ، وآخر للتوحد الذي جعل الاحلام تغرق في بحور الدمع وجرجرت معها النوم فلم يعد ثمة نوم ولا احلام بل ولا حتى كوابيس حيث صارت اليقظة سلسلة لا متناهية من كوابيس حقيقة وليست اضغاث احلام .
    رائع هذا التداعي المتسلسل للصور الفنية عند الشاعرة ، ومرونق انتقاءها للكلمات التي تأتي متماهية مع المعني التي تريد الشاعرة ايصاله الى مشاعر المُتٓلقي

    ردحذف
  2. أواه أيها الوطن ، ذهبت مع الريح ، خرجت ولم تعد ، تركت هذه القلوب الثكلى مثلي
    تقف عند أبواب الحزن ، وتطرق باب الذكرى ، وتنكأ جراحا بذر الملح فوقها ، لعلها تشفي غليلها من الدمع ، أصبحنا مجرد أطياف تلتمس وجع الليل ، وتتحسسه فوق سيمياء وجوهنا ، وتجاعيدنا ماتزال تنوء من خطوط الفقد ، تحفر أخاديد الزمن بقساوة ماضية بلا انتهاء ..من لي بوطن يمتليء بالضحكات ؟ يعود لروحي سالما معافى من كل حزن وفقد وذكرى و سجن ؟؟؟ عسيليم شكرا ...شكرا جزيلا لروحك الشفافة .

    ردحذف