في القلب ، في العقل ، في أروقة الروح ، في سُرادقات حزني ، و أعشاش فرحي أنت ، تتصدر آيات الصباح البكر ، تسرى في معارج النهارات الممطرة ، حتى إذ ما بلغت ذروة البحر ، توسدت أفق المساء ، وبدأت تتلكأ بين جوانحي بنعومة حضورك ، و رقة إطلالتك ، أجنيٌّ أنت تسربل من السماء ، وتسلل إلىَّ ؟ ، فمسَّني منك طائف عشق ، دوُّخني ، أسكرني ، دوُّرني حتى الثمالة والخبل ، وما كدتُ أفيق من نشوة رؤياك ، حتى باغثني منك بارقٌ لمع من سنا ثغرك ، و لاح منفرجا عن ابتسامةٍ ، اصطفت نواجذها لتأسرني ، مُصفَّدة بأغلال صوتك الملائكي ، وأفصحتْ عن غمازتين محفورتين عند حدود خديك ، فكشفت عن أخاديد ناء بها الحزن قرب مضارب النظر ، اختارتْ زوايا بعيدة من ملامحك لتخبر عن عزيز قومٍ ، استعصت دموعه بكِبر وصبر ، و آنفتْ عيناه بثِّ حزنها ، فتحجرتْ مآقي الدمع مخافة أنْ تنشب مُقل الفضول أظافرها فيها ، فكأنَّ كأنَّ تقاعست عن دورها حين أردتُ تفسيرك ، وكأنَّ ليت تنازلت عن تمنيات قلبي ، فأسلمتْ أطراف أمنياتي إلى لعل حتى كفَّتها (ما ) عن توقي لوصفِِ مُتممٍ لمحاسن دارتْ في رحى الروح ألغازا عنك ، و أسدلتْ ستار غموضها عن ملامسة رقيق طبعك ، وشفيف روحك ، فآيستني اللغة كلما بدوتَ وبدا لي جمالك شاخصا ، خرَّت بلاغتي ساجدة في محرابك ، مُسلِّمةً اعترافاتها بأنك الشاخص الذي يتراءى ، والظاهر الذي يتوارى .
الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017
غزل
في القلب ، في العقل ، في أروقة الروح ، في سُرادقات حزني ، و أعشاش فرحي أنت ، تتصدر آيات الصباح البكر ، تسرى في معارج النهارات الممطرة ، حتى إذ ما بلغت ذروة البحر ، توسدت أفق المساء ، وبدأت تتلكأ بين جوانحي بنعومة حضورك ، و رقة إطلالتك ، أجنيٌّ أنت تسربل من السماء ، وتسلل إلىَّ ؟ ، فمسَّني منك طائف عشق ، دوُّخني ، أسكرني ، دوُّرني حتى الثمالة والخبل ، وما كدتُ أفيق من نشوة رؤياك ، حتى باغثني منك بارقٌ لمع من سنا ثغرك ، و لاح منفرجا عن ابتسامةٍ ، اصطفت نواجذها لتأسرني ، مُصفَّدة بأغلال صوتك الملائكي ، وأفصحتْ عن غمازتين محفورتين عند حدود خديك ، فكشفت عن أخاديد ناء بها الحزن قرب مضارب النظر ، اختارتْ زوايا بعيدة من ملامحك لتخبر عن عزيز قومٍ ، استعصت دموعه بكِبر وصبر ، و آنفتْ عيناه بثِّ حزنها ، فتحجرتْ مآقي الدمع مخافة أنْ تنشب مُقل الفضول أظافرها فيها ، فكأنَّ كأنَّ تقاعست عن دورها حين أردتُ تفسيرك ، وكأنَّ ليت تنازلت عن تمنيات قلبي ، فأسلمتْ أطراف أمنياتي إلى لعل حتى كفَّتها (ما ) عن توقي لوصفِِ مُتممٍ لمحاسن دارتْ في رحى الروح ألغازا عنك ، و أسدلتْ ستار غموضها عن ملامسة رقيق طبعك ، وشفيف روحك ، فآيستني اللغة كلما بدوتَ وبدا لي جمالك شاخصا ، خرَّت بلاغتي ساجدة في محرابك ، مُسلِّمةً اعترافاتها بأنك الشاخص الذي يتراءى ، والظاهر الذي يتوارى .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
حياك الله دكتورة
ردحذف