‏إظهار الرسائل ذات التسميات بورتريه ، عزة سمهود. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بورتريه ، عزة سمهود. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 17 ديسمبر 2017

بورتريه




مازلتُ سنبلةً تسكن الفرشاة الثملة ، والعينين اللوزيتين ، أُُمُّاً لجدارية تتصدر الحائط ، تعبر لغات القرون السحيقة ، لتخبر عن رحلات رحمية مرَّت فوق جبين الحائط ، الحائط المتهالك الذي تصَّدع قلبه ، وتهدَّلت ملامحه ، و تشقق وجهه 
ساقطا في لوعة التوسلات من بكاء على أوطان لم يرأب صدع شقاقها الزمن .

سأحلم بأنْ أجفف مآقي الدراق ، وأكتبُ اسمي على صدر ورقة توت تتأهب لكتابة تاريخية ، عن أسماء تمَّ قطافها من شفاه الزيتون ، عن أرواح غادرتْ وهي تحاكي الطين ، عن وعود عالقة في عناقيد انتظارها ، عمنْ اندثر بهم التراب ، وهم يحاولون رسم الملامح لملحمة خلودنا ، عن تميمة علقتها في عنق حبيبي ، لعل الصبَّار يتوقف عن النمو في قلبي ، فتزهر حدائقي الغنَّاء.

مازلتُ خضراء الروح ، أتوهج كلما أضاء جناح العنقاء ، منذرا بالانبعاث من أمم الرماد ، أندس في فم عصفورة ،و أتسربل قبلة من عشِّ ، متى ضاق به غصن الشجرة ، ارتفع وحلَّق للسماء مانحا الفرشاة لغات الكون ، ولهجات اللون ، تراصفت منذ الأزل ، لتخطَّ تقاويم تسربلت كجداريات خِيطتْ بأنامل حريرية .

مازالت فرشاتي ترسم ، تتعثر فوق البياض ، تسقط في فخاخ الإلهام ، تنصب مصائد البورتريهات فوق الملامح العابرة ، تلك التي تتحدث لهجاتي كإنســـان .