‏إظهار الرسائل ذات التسميات مازال. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مازال. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 28 فبراير 2017

مـــازال ...






مازال من الممكن أن أطرز
أشغال الدانتيل ...
فوق قرص الشمس
لأجعل شعرها يسترسل في الليل
تعقد عصبته فوق جبين النهار
وتهتم بأصابعي المعجونة
من شوفان شفتيك ......
 
مازال يمكنني أن أقضم تفاحة يأسي
 
ويباس هذا العالم
الذي يلفظني في قسوة وجهل
أصنع قارباً من شفتيِّ
 
يعجُّ بملايين الابتسامات المهاجرة إليك
مازال هنالك متسع من الحلم
 
لخياطة فساتين فاتحة اللون
و أثواب سواريه بدون أكمام
وافتعال رقصة سلو باذخة
مع موسيقى تراث ليبية
بين يديك .....
مازالت عيون الليل
ترقبُ نافذتي
وترى شعري يتسربل مثل رابونزل
يتدلى .....
فتصعد أنت جدائلي
وتقطف النجوم أزرارا من سماء
حملتها لي بين كفيك ..
مازال في جعبتي المزيد من الصور
والرسوم ...
وألوان الخشب ...
كي أرسم وجهك في دائرة القمر
و أمضي كطفلة ترى العالم
من سبورة وطبشورة جير .
مازال هنالك متسع من الوقت
لنخترع صحناً فضائيا
يتسع لنا سواء .....
نبتدع أناسا ً يعيشون
فوق أكتاف الغيم
يحملوننا في الصباح لأوطان تُولد
من أجلنا ...
مازال يمكنني .....
حتى كأنَّ ...
ثمة نجم  أراه يلمع
كلما قابلني حنين ضائع
في عينيك

الجمعة، 4 نوفمبر 2016

ومازال










·        حاضر أنت فوق مشانق الذاكرة ، تملك القدرة على جعل مقصلة التمني تبدو كأنها منصة فسيحة للعتاب ، مازالت الأزمنة تحتمل المزيد من احتمالات حضورك ، فيغرق صدرها بضجيجٍ يصدح بأسفار البوح نحو عالم سامٍ ، خالٍ من الغبار ، يتموسق كسيمفونيات تؤرخ لتراتيل ليبية ذبذباتها حنين .

·        من ذريعة النظر في عينيك استطعتُ حمل الإلهام على البوح لقلبي قصائد ألهمتني اقتراف الشعر ، كنتُ أتعثر في غيابك كالعمياء ، أرنو لجدارك لأستند عليه بحجة أن الحياة تمضي أيضا بمن هجرونا ، كان الأمل ، و حفيف اسمك ، وهدير صوتك ، و فوضى حضورك ، وقهوة شفتيك ، و أشياء أخرى تمثل فصولاً لربيع يجتاح عمري ، يرفعني فوق أعالي شجرة سرو عتيدة ، أو صنوبرة مُضمخة برائحة الحنين ، أو صفصافة تقاتل ذكورية العالم بالأمومة .


·        مازلتُ أحبك ، أيُّها الوطن ، لا أحد يستطيع أن يسلب هذا الحب مني ، إنه الرباط الروحي المقدس بيني وبينك ، ومثلي الملايين قد شدوا وثاقهم لك ، دون أن ينتظروا العبور من أحد.

·        مازلتُ تلك المراهقة التي ترسلها والدتها لبيت الجيران لتحمل طبق الكسكسي يوم الجمعة لجارتنا الوحيدة التي لم ينقطع يقينها بالله ، وبالدم الليبي ، مازلتُ تلك الفتاة التي يروق لها أن تتسكع في أروقة بنغازي ، لتقرأ ملامح البيوت الصامتة ، وتتلقى رسائل الحنين من أعلى باحات المدى ، من المآذن ، وواجهات المحال ، تترجم آمالها ورجاء العناوين في العودة للحياة ، مازلت أُطل برأسي من وراء باب بيتنا ـ لأصيح بمحمد الصغير ، كي يحضر لي الخبز ، وبعض الخضار ، مازال هنالك وطن يجمعنا ، ومازالت ليبيا تمضي بهؤلاء البسطاء ، أ تراك هنا بالقرب ؟ أريد أن تتسلق معي كتف نجمة ، و نلتقط صورة من فضاء العالم ، لهذه المدن المغمورة في قاع الحنين ...


·        انظر هنالك ، مازال الخبثاء يتعثرون ، ومازالوا يسقطون ، ومازالوا يفقدون القدرة على التواصل مع ذواتهم ، مازالوا لا يجيدون ترتيب  جملة مفيدة تجعل  قلوبهم مُخلصة ومُحبة لليبيا ، نحن هنا نصنع البياض ، ونبعث ضوء الشمس على الطريقة الليبية ، نهاتف صديقاً غائبا عنا ، أو نرسل معايدة ، أو ندعو جاراً لفنجان قهوة ، أو نقيم حفلاً بسيطا بمناسبة نجاح طفل ، أو نكتب منشوراً فيه مزحة ليبية و آخر دموعنا أن نشتكي الله من هذا الطابور الطويل الذي يعجُّ بأسماء المخادعين ، فنرسمهم بفرشاة كما رسمها حسن دهيميش ، نعريهم من أقنعتهم الكاذبة ، نوثق بالمقابل صوراً تعشق الوطن ، و مقالاً ينادي للإنسان ، نسقي شجرة سرو ، أو نحيد الفأس عن صفصافة تمدُّ عنقها للسماء ...


·        مازالت تربة الوطن تستوعب الياسمين ، و الجدران الصامتة تستوعب خربشات أقلام التلوين ، وأبواب السؤال تحتمل إلحاح الطارقين من أجل سلامة الوطن ، مازالت القلوب تخفق بنبضات ليبيا ، و تطرق الرأس مفكرة بطريق يحملنا نحو مواكب النور ، لا تترك كفي من يدك ، فأنا حالمة كبيرة ، و أمارس لصوصية الحلم  بدرجة باذخة ، أسرق من كنف السماء نجمة ، أغمرها في قاع سبخة بنغازية ، وأخرجها مغتسلة بماء هذه الأرض ، ثم أعلقها على صدر الليل ، لأراها تشع من النور ، وتكتب فوقها سيمياء السماء أسماء المدن التي تعجُّ بأسئلة الحنين ، وتتساءل عن مواعيد ابتساماتها ، و عراجين معبأة بحكايا التوق ، والشوق ...


·        لا تترك كفي لأنني سأمضي بك ، و إن تعثرتُ بالمسير ، لكني لا أتخلى عن واو وحيك ، وطاء طربك ، ونون نسيمك ، عليك أن تُنصت لهذه الأصوات الشريفة ، وتشاهد الأكف الطاهرة ، التي لم تتلطخ بدمك ، عليك أن ترى هذه الأرواح الإنسانة التي ترسل الحب ، في دعوات السلام ، ومصالحات الوطن ، لا تحزن إذا فشلت مرة في جمع الوطن ، عليك أن تؤمن ما دمنا نؤمن بالله ، أن ليبيا من نسل لا ينقطع ، ومن حسِّ لا يموت ، ومن دقيق معجون بخبز المحبة ، ومن حنِّاء محنِّة ، ومن نطفة لا تموت ، عليك أن تؤمن أن الخير الذي يمتلئ بك ، مازال يعيش فيك ، ومازال يمكنه أن يفعل الكثير ، و يرمم المزيد من الجدران المُتصدعة ، و يعالج الشقوق التي اُبتلى بها الوطن ، و يمكنه أن يزرع زهرة ، أو يرسل لعزة أصيص زهور ، أو نبته ظل جميلة ، خاصة تلك التي يليق بها أن تُسمى بأسماء الملكات ...هل تذكرني حين أضحك و أنا أكتب " و أمنح نباتات ظلي أسماء الملكات ....


·        مازال الوطن في القلب يرسم ليبيا كاسم ضارب في جذر الوجود  ...لا يموت ولن ...ولن