الاثنين، 9 يناير 2017

الصمتُ خطيئة اللغة







 اللغةُ خطيئةٌ في يدي
حين لا تُعبِّر دياجير العتمة 
عن طول سافانا الظلام
وكذب المعاني المُختصرة 
في إيجاز ضيق :
أقراصُ منع الحمل لمنع الأمومة 
أقراصُ التنويم لمنع التذكر 
الأقراصِ المهدئة لمنع التعبير 
تعويذاتٌ باطلة لهرمونات الصبر
أفكارٌ مبتورة 
لسياسيين تخرجوا من محو الأمية 
و أنا المواطن ... 
صاحب الحقوق المحفوظة 
من طابور الخبز 
إلى طابور المقبرة ....

اللغةُ ، ليست اللامعنى ، اللاشيء 
للفراغ والتسكع في حانة 
للسيجارة والقلب الذي يدخن العراء 
للفكرة المشنوقة والسقف المعلق 
لأفيونات إطالة عمر الفقر
و اختصار الآدمية 
في رصاصة توردت وجنتيها 
من الدم ....!

اللغة ، فلسفة الأرحام المعلقة ، الغيوم 
حبلُ مشيمة الوجود 
الأجنةُ التي تقطع سرة الظلام 
من بطن الشمس ...
مثل فوهَّة جرح مُعالج بالملح 
أو مبتور من مقطع في رواية 
سوداوية ...

  اللغةُ  ليست معطوبة 
من بندول الأزمنة 
     والأفعال  المُخصَّبة             
بجينات الفرسان لا الحكام 
مثل الليل والبيداء لأبي الطيب 
مثل لوركا والرصاصة في صدره
مثل أراك عصي الدمع 
حين لا تتخلى عن الصبر ...

اللغة حلمٌ جميلٌ 
  وطنٌ يحبك 
يقول لك صباح الخير ....
تستجيب له أدوات التعريف والإعراب 
بعد فاصلة عذاب طويلة 
يكتبك نقطةً في آخر قطعة الإملاء .
أو تعجبا حين تبكي !
و استفهاما كبيرا حين تثور .....؟

الأربعاء، 4 يناير 2017

أنا بخير






في الوقت المهدور من عمري
أتسكعُ في طرقات وجهك 
أقفُ عند شارة عينيك 
لأحصد ربيعاً ....
على مقاسي 
يُفصًّلني سنونوة 
تتهيأ لهجرة غير شرعية إليك 
أعلم أنني أدوزن ألمي 
بطريقة ما .....
أحاول أن أضيف طعم البــــن 
أو الشكولا 
لنص مكتئب كهذا 
أسرق ابتسامات جمهوري 
رغم حزنهم مني ...
حزني مازال على ما يرام 
مادامت الحكومات في بلادنا 
باقية وتتمدد ....
حزني على ما يرام 
مادامت المسافة في بلادنا 
تشيخ وتكبر ...
كلما تكاثر اللصوص فيها 
حزني بخير ...
مادمتُ رفيقة دائمة 
لحضرات المناضد والكراسي 
والمقاهي الغارقة في الوحدة 
حزني لا يتركني وحيدة 
مادامت حقائب سفري
جاهزة قرب سريري ....

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

today







مساء اليوم استثناء 
كان صوتك مثل شكولا today 
يعيد ترتيب اللغة على شفير
المذاق الجنوني للهوس 
والشغف ...
يجعلني كأيون شارد 
من دورق الوجود 
يحلحل ضفائر شعري
لقوارير عطرك 
لأغفو على تهجئة بدائية 
في العصر الحجري لإسمك ...
منذ عرفتك ....
قبل تاريخ ولادتي بقليل
وانقضاء عام الفيل
من حياتي ....
خدجني حيائي 
انكسرت بيضة عزلتي 
فأطللت ُ على العالم 
متساءلة عمن فتح قلبي 
لنوافذ النبوءة والحظ ؟؟
الحظ الذي يعني أن تحلم فتاة مثلي 
بضياع فردة حذائها 
وفي لمحة اللغة ...
يبحث أمير البلاغة 
عن المقاس صفر 
لترقص معه التانجو 
منذ عرفتك...
وأنا أشعر أنني الصُدفة السمراااء 
ذات طعم النسكافي 
العالقة فوق ركوة الفنجان 
ورائحة شفتيك مبللة 
 باسمها ....

من قصائدي today

الأحد، 25 ديسمبر 2016

نهارٌ أبيض


نهارٌ أبيض
زبدٌ وخبزٌ محمص 
للشمس المتكئة على كتف نافذتي 
للمزهرية التي كانت ترقص 
الفلامجنو مع الهواء ...
كعب حذائي مكسور 
ال25 سم ضاعت سدى 
في جيب فوشيا 
الماركات في بلاد العرب
قطط سيامية 
أو كلاب زينة لا تأكل النشوي !


أبحثُ عن المزيد ......
المزيد من القبلات والحب 
وحلوى ترافل والخطمي 
المزيد من الأنفاس الزائدة
بعد إصلاح الثقب في قلب الكون 
و رتق جفن الأوزون


*المزيد من اليمام الأبيض 
والكناري ...
و ديانات الجوري 
ودساتير الياسمين ...
قلبي ليس أبيضا هذه المرة 
وإيزيس ــــــــ
خبأت وجهها من آلهة إيريس
ليس ثمة نافذة تمنح قلبها للريح 
أو قصيدة تنعي أبا الطيب 
هآنذا مُعلقة فوق جداريات القرن 
أترحم على المعتصم 
أنقر بأنفي جذوع النخل المنقعر !


هذا الهواء آسن ...
خصور الراقصات شارة حرب
الحاجب يقرأ مرسوم الخليفة 
يحدد أسعار السبايا 
أسواق سوداء من آكلة لحوم البشر
والمفتي يطوح العمامة العربية 
في الهواء ....!
فمن يشتري بنات الريح 
اللاتي لم يفضهن فارس ؟؟


* المزيد من الحب ..
وحلوى غزل البنات 
وبعض سكر النبات 
و رذاذ من رائحة مطر 
و حاكم عربي شريف ينسل أشرافا
من سيف خالد وعلي وعمر 
قلبي ليس نظيفاً تماماً....
من دايموغجية الساسة 
و زغرودة أم الشهيد 
و المضحوك عليهم ليوم الدين !


زهاء سنوات و أنا مغمورة في الطين 
أصدق حكاية الناطور 
وتفريخ اللغة 
وسريالية الفضيلة ...

شهران للثورات كفورة البيبسي 
في التأريخ الهجري
والتقويم الميلادي 
نضج الحلم النيء 
وفرَّخت اللغة داعش 
و صارت الصبايا سبايا 
و الوطن مستعمرة 
والحرية خطيئة 
والبيوت ركام 
والخبز حلم !



* المزيد من الحب ....
وقصائد يلفظها البحر في فمي 
وثوب مطرز من الموسلين 
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
و عش عزيزا أو مت وأنت كريم .. 
و الصيف ضيعنا الوطن ....
نهار أبيض ...
وحلم مختمر و محمص ...


الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

هجــــــرة الطين







أطفأتُ ضوء عينيِّ 
ورحلتُ إلى كرسي
 ُملقىً على عاتق المقهى 
أجلسُ هنا وحيدة ..
أفككُ لغة المكان المنزوي 
بعيدا عن حداثة اللغة 
و سادية اللهجات الهجينة 
أعرفُ أنني مخلوقٌ معجونٌ 
من رخاوة حلمٍ رطب  
فاقدٌ مدته من أول أكسجين الفرح
و ثاني أكسيد الحياة 
وثالثُ روتين الفقد والحرمان 
أشبهُ المنضدة التي فتحتْ 
قلبها لمزاج  الريح 
ومذاق قهوتها  للغرباء ...
كلانا جثةٌ لشجرة صفصاف 
قُطع رحمها 
قبل تناول أقراص منع الأمومة 
وقبل أن ترتع الأعشاش
بين أحضانها 
كلانا من عترة وحمرة التراب  
بلا مقدمات باهتة عن أرشيفي   
وتاريخ أول  شجرة سرو عتيدة 
نعجن  خطوات الصلصال 
من  الخدوش التي تطالنا 
نحاول أن ننفصل عن مشيمة 
الحبل السري للقهر
كلانا هيكل عظمي لشجرة 
 تناثرتْ أغصانها
عندما أغتصبها  حطَّاب الحرب 
 وشقَّ لحائها بدمٍ بارد 
كلانا جسدٌ فقد ظله ...
وترك عطره قوارير ضائعة 
تحملها هالات الريح  
كلما رفَّت جفون الأرض بكاء 
كلانا  تشبه محطات القطار الفائتة 
عندما تكتسحها خيبة القدوم 
إلى  هذا العالم ....
الذي مازالت تعده الشمس بالحضور .


السبت، 10 ديسمبر 2016

نبيذ الحياة








ظننتُ أن النبيذ أن تصنع قارورة عنب ، متأخرة عن موعد تناولها بكثير ، فتأتي كالهذيان ، وتجعل الذاكرة في حالة فوضى وخرف ، تتسرب منها أفكار الأمس ، واليوم ، وتبدأ في قصة البوح ، والتصريح، يتبدد كل ذلك في لحظة سكر ثملة ، خارج مواعيد العقل ، وبعد مرحلة التذمر ، ظننتُ أن النبيذ كطعم صوت فيروز ، يأخذك من الصباحات الآسنة ، لتبدأ مذاق الحياة ، بلون البن ، و رائحة القهوة ، ونكهة الشعر  ، تشعر في رحلة السُكر تلك بأنه عالم يحتفي بالخير ، والقيم  الجميلة ، والحب للحياة ، تشعر أنك كائن حقيقي ، في الوجود الموجود حتى لو كنت صحبة الافتراضي ، تشعر بأن ثمة ما يستحق ابتسامات شفتيك ، ونظرات عينيك ، و رهافة أذنيك ، وشدة انتباهتك ، وسرعة بداهتك ...إنه نبيذ الحياة 

أقتني من صاحب المحل فستاناً أصفر ، تساءلت أختي عن إصراري على اللون  ـ قلت لها أريد أن أغرد ، و أشرق في الغد ، أعتلي صدر السماء ، و أتصدر مشهد الشمس ، كصفار البيض ، أريد أن يخفقني الصباح كبيضة ، ويضعني في صحن الوجود ، و أريد حذاء أصفر و شالا أصفر ، فأغدو بطَّة ، أريد السباحة  ، و محو ذاكرتي في الماء ، وبطبطة كل الوعود الكاذبة ، والأحلام المزيفة ، أريد أن أرقص السلو ، و أفتح النافذة  للهواء النقي ، و أتناول الجالاكسي في انسجام ، وهدوء .....

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

أعيشُ وحيدةً







لايهم ....
أن أكسرَ زجاج صمتي 
و أنتظر خنوع المرايا 
المرمية فوق الرصيف 
فالرصيفُ مثلي ....
يخبيءُ حكايا اللوعة والشوق
في جعبة الطين ....
يستحضرُ نداوة صوتك 
منذ زمن ما قبل الميلاد بألفين 
عندما كان الدراقُ برتقال الشتاء 
فاكهةٌ تضجُّ بالضحك 
والليلُ قطعة حزنٌ مُقدد 
تنكمشُ كلما قلمَّت أظافرها 
ثرثرةُ المقاهي الملقاة على عاتقه 
الرصيفُ مثلي ...
صديقُ العتمة وفاترينات المحال 
قبل أن يكتشفه عمود الإنارة .
كان عملاقَ الصبرِ 
والبئر التي لا تغدر سر الرفيق 
منذ زمن ما قبل الميلاد بألف 
كنتُ أفككُ اللغة ....
لأشرح للعالم مفهوم النانو في وجهك 
و أثرثرُ عن مرور الهكسوس فوق أرضنا 
كنتُ وقتها ألتُّ العجين ...
و أتعبدُ في وجه أمي 
أقرأُ تجاعيد الرصيف على وجهها
وكيف عبر أبي أزليةَ الطينِ 
ليجعلني كمذاقِ الأواني الفارغة 
الأواني التي تمتليء من أجل غيرها 
تتركُ مواعيد أفراحها مؤجلة 
حتى تغتسل في باحات صمتها 
تجعل ابتساماتها مروراً عابرا
في ثرثرة الأحاديث الجميلة